رحلة التربية الناجحة

إنّ طبيعة الحياة السريعة وتحدّياتها غير المتناهية، تردّي الوضع الاقتصاديّ الذي أوجب على الزوجين الانغماس في ساعاتٍ طويلة من العمل لتأمين مستلزمات الأسرة، جعلت من التربية مهمّة صعبة. وفي ظلّ انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكيّة، أضحى الآباء يتخوّفون أكثر فأكثر من أن يتأثّر أولادهم بالفساد المنتشر في المجتمع.

إن الاهتمام بجسد أولادك تغذيةً وصحّةً وكسوةً أمرٌ مهمّ، لكنّ الاهتمام بعقلهم وروحهم وشخصيّتهم أهمّ بكثير. فالتربية المثمرة هي تلك التي تعتني بالجسد والنفس والروح على حد سواء، هي تنشئة شخصيّة متكاملة، متّزنة، قادرة على اكتساب المهارات والقيم والأنماط السلوكية البنّاءة، يكون لها فضل في تقدم ورقي المجتمع.

يقدم لك هذا الكتاب أساليب التربية الناجحة، تربية من شأنها أن تزيد ثقة ولدك بنفسه وترسخ فيه الاعتداد بذاته وتزرع في نفسه بذور الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية النبيلة، وتجعله مؤهلًا لمواجهة الحياة الصاخبة بثبات. قلب طفلك هو كالطين بين يديك، فاجعل منه قلبًا محبًّا لله والآخرين، قلبًا مطيعًا لوصايا الخالق، قلبًا مكرسًا لخدمة المجتمع حوله، وهكذا يصبح كل ولد من أولادنا صورة الله الحقيقية على هذه الأرض، فيتجلّى ملكوته بيننا من خلال أسرنا.